محتجون مصريون يُعِدون لمظاهرة حاشدة الجمعة لإرغام محافظ على التنحي

القاهرة (رويترز) - قال محتجون مصريون معظمهم مسلمون يوم الخميس انهم أعدوا لمظاهرة حاشدة يوم الجمعة في محافظة قنا في تصعيد لضغطهم المستمر منذ أسبوع لإرغام محافظ عينه المجلس الأعلى
للقوات المسلحة على التنحي لاعتراضهم عليه كونه مسيحيا وضابط شرطة متقاعدا.

وبدأ ألوف من المسلمين يوم الجمعة الماضي في مدينة قنا عاصمة المحافظة مظاهرات احتجاج على شغل عماد شحاتة ميخائيل منصب محافظ قنا لكن انضم اليهم في وقت لاحق مسيحيون ومسلمون آخرون قالوا ان ميخائيل من رجال نظام الرئيس السابق حسني مبارك ومن قيادات الشرطة التي قتلت 846 محتجا على الاقل وأصابت أكثر من ستة الاف آخرين خلال الاحتجاجات التي أسقطت مبارك في الحادي عشر من فبراير شباط.

وفي بداية الاحتجاجات احتشد ألوف المتظاهرين أمام مبنى ديوان عام المحافظة ووقف مئات آخرون أو ناموا على قضبان السكة الحديد وفي طريق القاهرة أسوان أطول طريق سريع في مصر.

وقبل يومين سمح المتظاهرون بالمرور على الطريق السريع لكنهم واصلوا منع سير القطارات.

وقال منظمو الاحتجاج انهم دعوا كل سكان المحافظة للاحتشاد غدا لارغام ميخائيل على التنحي.

وقال أحدهم انهم يتوقعون مظاهرة مليونية.

وعدد سكان المحافظة التي تقع في جنوب البلاد نحو ثلاثة ملايين نسمة منهم نحو 20 في المئة مسيحيون.

وقال ابراهيم السعدني أحد المحتجين لرويترز في اتصال هاتفي "لا نريد أحدا من النظام السابق محافظا والاسوأ أن يكون من الشرطة. الثورة جاءت لتغيير النظام السابق ولكننا لا نرى وجوها جديدة."

وقال محتج اخر "لن نسكت الى أن يقال. لازم يمشي."

وقالت صحف محلية ان اسلاميين يقودون الاحتجاجات الامر الذي أثار مخاوف من حدوث اشتباكات طائفية في المحافظة التي شهدت في السابق حوادث دموية بين مسلمين ومسيحيين.

لكن شهود عيان قالوا ان مسيحيين ومسلمين اخرين يشاركون في المظاهرات بسبب سجل ميخائيل كضابط شرطة خدم مع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي المحبوس على ذمة اتهامات تتصل بقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي أطاحت بمبارك.

وقال يوسف رجب الذي يعمل صحفيا في قنا "بعض الناس لا يحبون حقيقة أنه مسيحي ويعتقد آخرون أن كونه مسيحيا لن يجعله حازما في القضايا الامنية وهناك كثيرون لا يثقون به لانه ضابط شرطة متقاعد."

وسافر وزيرا التنمية المحلية والداخلية الى مدينة قنا يوم الثلاثاء لاقناع المحتجين بالابتعاد عن قضبان السكة الحديد لكنهما لم ينجحا. وسافر يوم الاربعاء اثنان من الدعاة المسلمين أحدهما من الاخوان المسلمين والآخر من الجماعة السلفية لكن لم ينجحا في اقناع المتظاهرين بشيء.

وحتى الان لم يتدخل الجيش أو الشرطة في الاحتجاجات وهو موقف لم يكن يمكن تخيله في عهد مبارك. وقالت الحكومة انها تسمح بالتظاهر لكن لن تسمح بأعمال من شأنها التحلل من القانون.

ومن الحوادث الطائفية البارزة في قنا مقتل ستة مسيحيين خلال الاحتفال بليلة عيد الميلاد العام الماضي بعد حادث اغتصاب طفلة مسلمة نسب لفتى مسيحي. وحكمت محكمة جنايات باعدام مسلم اتهم بقتل المسيحيين الستة.

وحاول السكرتير العام للمحافظة الوصول الى مكتبه في ديوان عام المحافظة يوم الخميس لكن المتظاهرين منعوه. ومنذ أيام يمنع المتظاهرون الموظفين من دخول المبنى.

ولجأ المتظاهرون الى نفس أساليب الاحتجاج التي طبقت خلال الثورة الشعبية التي أسقطت مبارك بعد 30 عاما في الحكم.

.:: التــــبــادل الاعــــلانـــى ::.