مخاطر الصيام على مريض السكر

مخاطر الصيام على مريض السكر

بدأ استعداد حوالي 5 ملايين أسرة مصرية تضم بين أفرادها مريض سكر أو أكثر لصيام شهر رمضان فمن المعروف علميا أن مريض السكر فى أغلب الاحيان يمنع من الصيام حتى لا يتعرض لمخاطر كثيرة خاصة أن شهر رمضان هذا العام يأتى فى شهر أغسطس حيث ترتفع درجة حرارة الجو وتزيد عدد ساعات الصيام مما يتعذر معه صيام
المرضى ولكن هناك من بين مرضى السكر من يستطيع الصيام خاصة المرضى من النوع الثانى الذين يتناولون الأقراص لعلاج السكر وبعض مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين بدرجات .
وكان من أهم ما أوصى به الأطباء هو استعداد مريض السكر للصيام قبل رمضان بوقت كاف لا يقل عن شهر من خلال التوجه ‘لى الطبيب المعالج ليحدد له إمكانية صومه من عدمه وتحديد العلاج المناسب للسكر أثناء الصيام وجرعات العلاج والنظام الغذائى والبدنى الذى يلتزم به مريض السكر فى حالة إمكانية صيامه حتى لا يعرض نفسه لمجموعة كبيرة من المخاطر .
ويرى الدكتور شريف حافظ أستاذ الأمراض الباطنية بطب قصر العينى أن هناك عددا من المخاطر يمكن أن يتعرض لها مريض السكر فى حال الصيام أهمها انخفاض السكر فى الدم ولأن السكر فى الدم هو بمثابة الوقود للجسم ولأهمية هذا الوقود فإن الله سبحانه وتعالى جعل مصدرين لإنتاج السكر داخل الجسم المصدر الأول الغذاء بما يحتويه من سكريات أو مواد أخرى تتحول داخل الجسم إلى سكريات مثل النشويات والمصدر الثانى ويعمل احتياطيا للمصدر الأول وهو مخزون السكر فى الكبد وعند الصيام لفترات طويلة أكثر من 6 ساعات فإن الجسم يستنفد السكر لديه ويحتاج إلى المخزون الموجود بالكبد وإذا كان الإنسان يعانى من اضطراب فى وظائف الكبد أو يتناول بعض الأدوية التى تمنع الكبد من إفراز السكر من داخله فإن هذا يؤدى إلى انخفاض السكر فى الدم والذى يؤدى بدوره إلى اضطراب فى ضربات القلب وقد يؤدى للإصابة بجلطة فى القلب أو المخ ويضيف الدكتور شريف حافظ أن مخاطر الصيام لمريض السكر لا تقتصر على انخفاض السكر فى الدم ولكنها قد تحدث نتيجة ارتفاع السكر فى الدم أيضا لذلك ينصح مريض السكر بالتوجه إلى طبيبه لتحديد مدى إمكانية صومه من عدمه وعادة نجد أن مريض السكر من النوع الأول والذي يعالج بجرعات الأنسولين بطريقة مكثفة لا ينصح له بالصيام أما مريض السكر من النوع الثانى والذى يكون السكر لديه منضبطا ويعتمد على الأقراص فى العلاج ولا توجد لديه أمراض أخرى مصاحبة لمرض السكر فإنه يستطيع الصوم وقد يستفيد من الصيام فى إنقاص أى وزن زائد لديه إذا ما أبتعد عن المشروبات والأطعمة السكرية التى يشتهر بها هذا الشهر الكريم .
أما الدكتور الدكتور محمد خطاب أستاذ ورئيس أقسام الباطنة بطب قصر العينى فيرى أن القاعدة أن مريض السكر لا يصوم حتى لا يتعرض للجفاف ونقص السوائل فى الجسم والخطر الأكبر وهو انخفاض مستوى السكر فى الدم ولو لفترة قصيرة لأن ذلك يؤثر على كفاءة القلب والمخ ويؤكد الدكتور خطاب أن الانخفاض قد يكون أخطر من الارتفاع ويقول قد يسمح لمريض السكر بالصيام وهذا استثناء يطبق على المريض الذى يتناول الأقراص خاصة مع وجود أدوية حديثة لعلاج مرض السكر من النوع الثانى تتميز بوجود فرامل داخلية بمعنى أنها يتوقف مفعولها فى الدم عند انخفاض مستوى السكر إلى المعدلات الطبيعية وإذا حدثت زيادة فى مستوى السكر فإنها تبدأ فى العمل لخفضه إلى المستوى الطبيعى وبالتالى فلا خوف عند استعمال هذه الأدوية من التعرض لهبوط السكر كما يمكن أن يصوم مريض السكرالذى يأخذ جرعة واحدة من الأنسولين ممتد المفعول أما المريض الذى يأخذ جرعات متعددة من الأنسولين فلا ينصح له بالصوم .
ويؤكد الدكتور خطاب أن كل مريض سكر حالة منفصلة بذاته ولا يصح التعميم حتى لو تشابه المرضى من حيث السن ونوعية العلاج ولكن التكيف لكل مريض منفصل عن الآخر وبالتالى فإن طبيب السكر مثل الترزى يفصل العلاج حسب حالة المريض ليتمكن من الصيام إذا سمحت حالته بذلك وبشكل عام ينصح لمريض السكر عند الصيام بالالتزام بالتوجيه النبوى فى التبكير بالفطور وتأخير السحور مع كثرة تناول السوائل أثناء فترة الصيام وإذا تعرض المريض المسموح له بالصيام لأعراض مثل الدوخة أو عدم التركيز أو العرق أو الرعشة أو التوتر أو اضطراب السلوك أو زيادة فى ضربات القلب فعليه بالإفطار فورا لأن هذه الأعراض تشكك فى انخفاض السكر فى الدم.
أما الدكتور خليفة عبد الله أستاذ ورئيس قسم السكر بطب الإسكندرية فيطرح تساؤلا وهو هل الصيام آمن لمريض السكر ويجيب قائلا مرضى السكر مجموعات مختلفة والمجموعة التى يسمح لها بالصيام هى المجموعة التى يكون السكر منضبطا لديها والتى تعتمد على عقاقير تساعدها على الصيام دون مشاكل فمريض السكر من النوع الثانى البنكرياس لديه يفرز الأنسولين ولكن بقدر قليل وغير كاف لاحتياجات الجسم كما أن احتياج جسم مريض السكر للأنسولين يكون أكثر من احتياج الشخص السليم وعادة تقوم أدوية السكر من النوع الثانى بعلاج الشقين بمعنى أن الأدوية تحفز البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين من داخل الجسم وأدوية تجعل الجسم أكثر حساسية للأنسولين أى تقلل احتياج الجسم لكمية الأنسولين وهناك أدوية تجمع الغرضين فى علاج واحد ويضيف الدكتور خليفة أن الطب الحديث ساعد مريض السكر القادر على الصيام فى الصيام بأمان من خلال علاجات حديثة ويطلق عليها الأقراص الذكية والاسم العلمى لها( سيتاجليتن) وتؤخذ عبارة عن قرص واحد خلال اليوم وفى أى وقت وهى تقوم بتحفيز البنكرياس على إفراز الأنسولين فقط أثناء ارتفاع مستوى السكر فى الدم ولا تعمل إذا كان السكر عند المستوى الطبيعى فى الدم وبالتالى لا يوجد معها أى احتمال لحدوث انخفاض فى مستوى السكر أو تعرض مريض السكر الصائم للخطر .