أأعدت.. لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هناك من يغيب وكأنه لم يكن يوماً هنا


يغيب ولا يترك أي أثر...
وهناك من لا يغيب أبداً.. يزرع أثاره باعماقك
وغيابه عنك يعني لك ..
ليل دامس لا ينتهي أبداً



لماذا عدت..




أأعدت.. لترى تفتت ما تبقى من شتات ذاتي معك..

أأعدت لترى كيف أصبحت عجوزا من آثار الأرق والسهر التي تملكتني من لحظة غيابك ...


أأعدت بعدما سمعت نداء غيري لك لترحم من هي على فراش الموت..


أأعدت لتسمع وتستطرب بأنين جروحي التي عانيتها منك.. لتشدو بها مووايل من يسمعها بصوتك يبكي على حالي... وأنت تزيد من تعذيبي ليحلو لك أنيني وتطرب غيري بصوتك الشجي...



أأعدت بعد أن وقعت على شهادة وفاتي وكتبت عليها ...
يوما ما كانت هذه حبيبتي.. وكنت كل حياتها..



أأعادك القطار من حيث ما أخذك مني .. ليريك ..
بأن الزمن لا يعود والحياة تمضي دون وقوف ..

ولتثبت لك بأن رحلة الخلود تبدأ هنا من أعماقي ووفائي...



أأعدت بعدما صححت نظرك ونزعت من على عينيك نظارات الزمن الغادر وها أنت ترى ترى الصورة بوضوح ... لترى بنتاً واقفة بكل شموخ تعتلي ملامح وجهها ابتسامة طفولية ودمعة تسكن أهداب العين لترى لمعة تبرق بعين من يراها..


أتذكر متى أخذت لي تلك الصورة .. وماذا قلت لي لتبكي عيني.. أنتي أجمل حينما تبكين.. وأرق حينما تضعفين..




أتذكر ما قلت.. أم نسيت يا بداية جراحي وآخر همومي وآلالامي ..
هذه بنتاً .. مزروعة في برواز حياتك ولكنها الآن لم تعد بنتاً صغيرة .. فهجرك زادها عمراً فوق عمرها.. فهي على وشك الرحيل...




أأعدت لتريني قوة جبروتك ونفاذ سلطانك علي ..



أأعدت مزود بكل أنواع الأسلحة الفتاكة لتحاصرني من جديد .. وأنا لا أملك زاداً ولا شراباً ولا مسكناً اوي إليه هربا منك..

قل لي .. كيف أقاوم وأنا أضعف من أضع عيني بعينيك..





أأعدت لتعيد علي عرض مسرحيةهزلية .. أنت بطلها ومنفذها ومخرجها.. وتدعوني لأضحك ..
ولا أجد ما أضحك عليه غير عنائك في الاجتهاد
بأن تمحي كياني وأنت لا تعلم ..

بأني نجوت من أعماق براثن أمواجك الساحقة..الغادرة..



أأعدت بعد أن زرعت بكل بلدة شجرة .. تنتظر منها أن تثمر .. ولكنها عقيمة لا تثمر أبداً .. فامثالك لا يقابلون ألا أشجار عقيمة جافة صلبة.. ميتة.. وأن كانت واقفة بكل غرور..
فمجرد اقترابك منها لتستظل بظلها.. تجعلها تميل للجهة الأخرى .. لتكون ظلاً لأحد غيرك ولكنك أعمى لا ترى.. ولن ترى أبداً ..


فالنظر لا يكون بصراً فقط.. إنما أيضاً بصيرة...



أأعدت بعد أن هزل جسدك وأختفى بريق عينيك وامتص الغير منك كل خلايا مناعاتك .. فما عدت تقوى حتى على المشي.. أصبحت تمشي بخطى ثقيلة وكأن الأرض تشدك للأسفل .. وتطلبك لتقترب منها أكثر فأكثر فهي الوحيدة التي تشتاق لضمك لها.. ولتحتويك ..

فهنيئاً لها بك الآن...




أأعدت لتسمع حكاية شهرزاد الأخيرة ..
لتخلص نفسها من قسوة الجلاد وجبروت أميرها الظالم.. ألم تدرك ... بأنها صاحبة ذكاء ومهما قسى
الزمن عليها يبقى أهون عليها من رحيلك..



أأعدت وأنت تتوقع بأن كل شيء موجود كما تركته حتى مشاعر حبست بأعماق قلباً زرعت خنجر رحيلك به..




أأعدت الآن .. ولماذا الآن..


أأعدت ومعك هدية لي.. وأي هدية طفلة صغيرة .. سميتها بإسمي تيمنا منك لأن تكون أنا يوماً ما..
يا ألهي هل أنت بشراً فعلاً.. أي قلباً هذا الذي يسكن بهذا الجسد الميت الذي تحمله....

ما أجمل ما رأت عيني .. فيها كل خصلة جميلة كنت أراها فيك.. حتى حدة نظرك ...


قلت لي أحمليها بين ذراعيك وأنت لا تدرك ما تفعله بي.. حملت جنة بين يدي .. ضممتها ولم أرغب بأن أعيدها لك .. فهي أنا..أنا هي وهي أنا .. لا تأخذها .. ألا ترحم حالي .. من جور هذا الزمن ومنك


خذني او اتركني ولا تعود ... قربك جرح وبعدك موت..


عدني بأن تكون لها الأب والأخ والصديق والحبيب...
كن لها ما لم تستطع أنت أن تكون لي ...
هي ابنتي وليست سميتي.. كان المفروض أن أكون أمها.. وليس شخصاً تسمت بأسمه..



ياألهي .. أنت لا تبكي عيني ولا قلبي فقط..



أنت تسلب مني كل معاني المقاومة لإحيا من جديد ..أنت تأخذ مني وأنت لا تدرك بأن هذا النهر الذي تنهل منه لتحيا.. بدأ مرحلة النهاية .. بداية الجفاف والضمور...



أنت عدت الآن .. قل لماذا عدت..


لماذا!!!


أنا لا أرى فائدة ترجو .. فأنت كما ترى..
هالكة لا محاله.. فلا فائدة ترجو من التغيير .. فأنا اصبحت من المفقودين .. لا تسمع إلا صدى ما تبقى مني.. ولا ترى ألا سراب ما أن تقترب منه حتى لا تجده..


عد حيثما كنت وعش حياتك دوني..


فأنت تستطيع أما أنا فلا أستطيع فعل شيء لحالي
غير أني سأكون سعيدة حتى برحيلي .. لأنك لي وستكون للأبد.. أتعلم لما لأنك لي بجنة الخلود..

وربي لن يضيع تعبي وصبري واجتهادي بالحفاظ على نفسي من المهالك ومفاتن الدنيا..



في الأخير..

أن عدت أو لم تعد.. لا يغير شيئاً

فأنت حبي وحبيبي وذاتي
الهائمة في الفضاء دون سكن

أنت لم تبقي لي شيئاً غير قلباً يفقد نبضه يوماً بعد يوم...
فقط أوعدني بأن تكون ابنتي أنا محمية حتى منك .. ولا تجعل الزمن يفعل فعلته من جديد معها كما فعل معي..حررها من قيود بالية لا قيمة لها..
زمن الحب الذي عشت معك يوماً فيه وبه واصبح حلمي وأجمل ذكرياتي وأملي المستقبلي...

كان أجمل وأحلى لحظات حياتي وما زال وسيظل ...



لك من قلباً يكاد يفقد نبضه...
انا لك ولن أكون لغيرك..
وأنت لي ولو رفضت الدنيا.. واجتمعت ضدي وخانني قلبك واسكن غيري به .. لا لن ولن تستطيع أن تفعل .. فحبي أكبر من خيانتك ومن حدود ظلمة الزمن حولي...



من صدى صوت مبحوح
سترى يوما ما سطوع نجوم السماء تنير لك ليلك ولكن دوني عندها ستصدق ما نشرته من حروف على مسامعك ...
فأذكرني