المصالح المنهجيه في تفجيرات الاسكندريه

من طرف **كليوبترا** السبت 08 يناير 2011, 12:38 am

المصالح المنهجية في تفجيرات الإسكندرية

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ حدوث تفجيرات معابد الصليب في الإسكندرية , و سهام الزور في ُتقذف في وجه المجاهدين و أنصارهم مركزة على الاتهام بالطيش و عدم مراعاة المصالح و إثارة الفتن .. و للأسف رددها بعض من كنا و لا زلنا نظن فيهم الخير من مشايخ العلم , و أنا هنا لا أريد- في الأصل- أن أتحدث عن التأصيل الشرعي للحادثة و رد الشبهات , لا سيما و أن المجاهدين لم يتبنوا العملية بعد , و إنما أريد أن أتحدث عن كيفية توظيف هذه الحادثة لخدمة الإسلام الذي نروم نصرته , و نضحي في سبيل ذلك بالغالي و النفيس....

إن ضرب الأقباط من حيث الحكم الشرعي جائز , لانتفاء وصف أهل الذمة عنهم , فأهل الذمة : هم من يؤدون الجزية , و يسكنون تحت حكم الله و رسوله, و إساءة نصارى الأقباط و تعديهم و بغيهم بأسر أخواتنا في الأديرة موجب صريح لإعلان الحرب عليهم , فقد أعلن الرسول – صلى الله عليه و سلم – الحرب على بني قينقاع لمراودة أحد علوجهم لامرأة مسلمة و كشفه لعورتها ...فما بالكم بالسجن , حيث تنتهك الحرمات, و تهدر آدمية البشر ؟؟!.

إن توظيف هذه التفجيرات لصالح الإسلام و أهله ينبغي أن يكون بناء على حملة إعلامية تقوم على الأسس الإعلامية التالية :
أولا: إن هدف هذه التفجيرات – لو ثبت أن وراءها المجاهدين و هو غالب الظن – هو الثأر للمسلمات المختطفات في الأديرة من قبل الأقباط, فينبغي نشر ذلك و التركيز عليه في أي خطاب , و عدم فتح أي معركة مع غير الأقباط في هذا الوقت , فمن أراد الرد على خطابات مشايخ الإسكندرية أو الإخوان من معارضي هذه التفجيرات فليرد بعلم و حكمة و حلم ...
ثانيا : التركيز على إحياء عقيدة الولاء في نفوس العوام , فالمسلم العراقي يتألم لألم المسلمة المصرية, و كما أن المسلم المصري يجاهد في العراق , فإن المسلم العراقي يجاهد في مصر , فهذه الأمة التي جمعها الله على عقيدة التوحيد لا تفرقها الحدود المصطنعة التي أقامها الكفار .
ثالثا:- كشف مدى عمالة النظام المصري و أزلامه و خضوعهم للنصارى أمام العوام .

و إن تذرع البعض بدعوى المفاسد لإدانة العملية مردود , فالمفاسد المدعاة أنواع منها :
1-مفاسد حاصلة من قبل التفجيرات : من مثل التذرع بأن هذه التفجيرات ستكون سببا لجلب التدخل الخارجي في مصر , و هذا التذرع فاسد , فإن مصر وكل بلاد المسلمين تحت الاحتلال إما بشكل مباشر , و إما بشكل غير مباشر بواسطة عملاء الغرب و أزلامهم .

2-مفاسد ثبت الحكم مع وجودها فهي غير معتبرة : كالتذرع بأن هذه التفجيرات ستكون مثار تضييق من أجهزة أمن الطاغوت على الدعوة .. فقد حاصر النبي – صلى الله عليه و سلم – بني قينقاع , و لم يلتفت لكون هذا الحصار قد يشجع قبائل اليهود على التوحد في حرب الإسلام , و هذ مما يضر بالدعوة... ثم إنني أسأل : أيهما أولي بالتقديم مصلحة الدعوة أم درء مفسدة انتهاك أعراض أخواتنا في الأديرة ؟؟! أجيبونا يا أهل التعقل .

3-مفاسد تنتفي إذا أحسنا مخاطبة الناس و دعوتهم : من مثل التذرع بأن هذه التفجيرات ستجلب تعاطف العوام ممن لا يعلمون عن الولاء و البراء شيئا مع النصارى , بل إنني أرى أن هذه التفجيرات فرصة لابد أن نهتبلها لكشف عداء النصارى للإسلام و المسلمين , و لإحياء عقيدة الولاء في أنفس الأمة, و لضرب فكرة الولاء الوطني التي يريد الطاغوت غرسها بين أبنائها ... فالهمة الهمة يا أنصار الجهاد .

4-مفاسد متوهمة : من مثل أن في هذه التفجيرات التعرض لغير الفاعل , قال ابن القيم في زاد المعاد (123/3) :"وكان هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا صالح قوما فنقض بعضهم عهده وصلحه وأقرهم الباقون ورضوا به غزا الجميع وجعلهم كلهم ناقضين كما فعل بقريظة ، والنضير ، وبني قينقاع وكما فعل في أهل مكة ، فهذه سنته في أهل العهد وعلى هذا ينبغي أن يجري الحكم في أهل الذمة كما صرح به الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم.."فمن أراد أن يسلم من أن تطاله سيوف المجاهدين لابد له أن يتبرأ من قيام الكنيسة باختطاف أخواتنا و أسرهن في الأديرة.

و لقد كان يكفي المشايخ ممن يعارضون العملية بدعوى المفاسد أن يتكلموا بعيدا عن التجريح و ترديد مصطلحات الوطنيين , فقد قال العز بن عبد السلام :" إذا تعارضت المصلحتان وتعذر جمعهما فإن علم رجحان إحداهما قدمت ، وإن لم يعلم رجحان ، فإن غلب التساوي فقد يظهر لبعض العلماء رجحان إحداهما فيقدمها ويظن آخر رجحان مقابلها فيقدمه ، فإن صوبنا المجتهدين فقد حصل لكل واحد منهما مصلحة لم يحصلها الآخر ، وإن حصرنا الصواب في أحدهما فالذي صار إلى المصلحة الراجحة مصيب للحق والذي صار إلى المصلحة المرجوحة مخطئ معفو عنه ، إذا بذل جهده في اجتهاده ، وكذلك إذا تعارضت المفسدة والمصلحة " ( قواعد الأحكام 83/1 ).

و إنني أتوجه لمشايخ الإسكندرية بأن يتقوا الله في الشباب , فإن ما صدر من كلماتكم – أيها المشايخ -شهادات تسفك بها دماء الموحدين من أنصار الدين , فلو سلمنا لكم بخطأ تلك التفجيرات- تنزلا- , لا نسلم لكم عدم إعذاركم لإخوانكم ممن اجتهدوا رأيهم ,و بذلوا في نصرة أخواتهم الأسيرات في الأديرة جهدهم و دماءهم , و لا نسلم لكم عدم تقديركم لمفسدة أن يُنال من أعراض المجاهدين بفتواكم , وهم أحق من النصارى بأن تتحرزوا في دمائهم,و رحم الله أبا معبد بن عكيم حينما قال :" إني لأرى ذكر مساوئ الرجل عونا على دمه ".

.:: التــــبــادل الاعــــلانـــى ::.